ما وراء الاعتراف الإسرائيلي بـ 'أرض الصومال'؟
في 27 ديسمبر 2025، أعلنت إسرائيل رسميا اعترافها بإقليم أرض الصومال كدولة مستقلة وذات سيادة، في خطوة وصفتها الرئاسة الصومالية بانتهاك لوحدة أراضيها.
ويشير المحللون إلى أن إسرائيل بدأت الاهتمام بالقرن الأفريقي منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي، لكن الخطوة الأخيرة تأتي في سياق إعادة إحياء هذه الاستراتيجية بين عامي 2010 و2011، في ضوء صعود حركات المقاومة في غزة وجنوب لبنان، وتداعيات الربيع العربي، وظهور النفوذ التركي المتزايد في المنطقة.
ويعتبر الموقع الجغرافي للإقليم السبب الآخر الذي دفع إسرائيل للاعتراف به، فهو يطل على خليج عدن ومضيق باب المندب، ما يسمح لتل أبيب بمراقبة الملاحة البحرية والتجسس على جماعة الحوثيين في اليمن.
ويضيف الخبراء أن القرار يخدم أيضا أهدافا سياسية واسعة، أبرزها مواجهة النفوذ التركي في الصومال والتحكم في الممرات البحرية الاستراتيجية بالبحر الأحمر، وإرسال رسالة واضحة بأن إسرائيل قادرة على التأثير في التوازنات الإقليمية.
أما إقليم أرض الصومال، فيسعى من جانبه للحصول على دعم أمني وتقني وزراعي من إسرائيل، إلى جانب استخدام الاعتراف كمدخل لإقامة علاقات مع الولايات المتحدة ودول أخرى، والحصول على دعم المؤسسات الدولية للاستثمارات والقروض.
وفي المقابل، تؤكد الحكومة الصومالية أن الإقليم جزء لا يتجزأ من أراضيها، وترفض أي تعامل مباشر معه، معتبرة الاعتراف الإسرائيلي انتهاكاً للسيادة الوطنية.
غسان عيادي